الجمعة، 9 أكتوبر 2009

التعليم عن بعد

نشأة وتطور التعليم عن بعد :
ترجع بدايات ظهور التعليم عن بعد إلى أوساط القرن التاسع عشـر ، والتي جـاءت معاصرة لإنشـاء المؤسـسـة البريديـة ، وقـد يرجع البعض ظهـوره إلى دروس الاختزال بالمراسلة ، والتي نظمها اسحـق بتمام عام 1804 عند إنشاء المكاتب البريدية المنظمة الأداء في بريطانيا ، غير أن معهـد توسمان الذي تأسس في برليـن عام 1856 والمتخصص في تعليم اللغات كان أول مؤسـسـة للتعليـم بالمراسلـة وقد توالى ظهور التعليم عن بعد في العديـد من البلدان بعد ذلـك ، ففي بريطانيا بــدأ استخدامه عام 1858 في جامعة لندن عن طريـق التعليم بالمراسلـة ، وفي الولايـات المتحـدة الأمريكيـة بدا استخـدامـه عام 1891 في جامـعة شيكاغـو وفي عـام 1891 في جامعة وسكنـس .
ومنذ بداية السبعينيات أصبـح التعليـم عن بعـد محل اهتمام الحكومـات والمؤسسات العالمية والإقليمية المهتمة بالتعليم والثقافة ، وقد تمثل هذا التطور في إصـدار منظمة اليونسـكو عام 1972 كتاب عن نظم التعليم ، وهو عبارة عن مجموعة من الدراسات حول الطرق الأولى لاستخدام الطرق المتعددة الوسائل للتعليم عن بعد ، وفي عام 1982 تحول المجلس الدولي للتعليم بالمراسلة بكندا ليصبـح المجلس الدولي للتعليم عن بعـد .
مفهوم التعليم عن بعد : Distance Learning
هو نقل العلم عن طريق الإنترنت أو الفيديو نقلا تكنولوجيا من مراكز إنتاجه إلى المناطق والمدن البعيدة التي لا تتوافر فيها وسائل المعرفة الضخمة والمتخصصة ويكون الاتصال بين الطالب المتلقي وبين المعلم المحاضر اتصالا فاعلا يتسم بالإيجابية من حيث الحصول على المعلومات والبيانات والحقائق من خلال تبادل الرأي والحوار والمناقشة .
ولقد تم تعريف التعليم عن بعد طبقا لما جاء في إصدارات الجمعية الأمركية للتعليم عن بعد كما يلي:
" هو تقديم التعليم أو التدريب من خلال الوسائل التعليمية الإلكترونية ، ويشمل ذلك الأقمار الصناعية ، والفيديو ، والأشرطة الصوتية المسجلة ،وبرامج الحاسبات الآلية ، والنظم والوسائط التكنولوجية التعليمية ، المتعددة ، بالإضافة إلى الوسائل الأخرى للتعليم عن بعد "
والتعليم عن بعد هو ايضا :
وسيلة تتخطى المسافات الجغرافية والسياسية والثقافية بحيث يقوم على خاصية الفصل المكانى بين المعلم والمتعلم , ويتم فيه نقل المعرفة إلى المتعلم بدلا من إحضاره إلى مصدرها , وهو ايضا مصطلح يتضمن عددا كبيرا من إستراتيجيات التعليم والتعلم , والتى منها الدراسة من بعد , والدراسة المستقلة .
فلسفة التعليم عن بعد
تفوم على اساس تقديم فرص التعليم والتدريب لكل من يريد وفى الوقت والمكان الذى يريد دون التقيد بالطرق والوسائل التلقيدية المستخدمة فى العملية التعليمية العادية والحصول على أكبر قسط يتاح لهم من التعليم، من غير أن يكون هناك أي عائق يحول دون التمتع بهذا الحق، سواء أكان ذلك العائق مكانيًا، أم زمانيًا، أم إمكانات.

وهناك مبادى اساسية تقوم عليها فلسفة التعليم عن بعد وهى :
1. إتاحة الفرصة التعليمية لكل الراغبين والقادرين على ذلك دون حدود نهائية يقف عندها التعليم أو التعلم .
2. تذليل العقبات الزمانية والمكانية والعملية التى تعوق عملية التعليم.
3. استقلالية المتعلمين وحريتهم فى اختيار الوسائط التعليمية وانظمة التوصيل بصورة فردية حسب ظروفهم العملية واماكن تواجدهم .
4. تصميم البرامج الدراسية بصورة تتناسب مع الإحتياجات الفعلية للداسين فى مجالاتهم المختلفة .
5. تلبية حاجات بعض الشرائح الإجتماعية ذات الظروف الخاصة من خلال تقديم برامج التعليم والتدريب التى تساعدهم على الإندماج الاجتماعى والثقافى فى المجتمع الذى يعيشون فيه
6. المرونة فى التعامل بين اطراف العملية التعليمية لتخطى الحواجز والمشكلات التى قد تنشا بفعل النظام أو القائمين عليه .
7. الاسهام فى تحسين نظم التعليم.
اهداف التعليم عن بعد:
1. توفير فرص التعلم لكل مواطن
2. توفير اساليب ووسائل تعليمية مغايرة لتلك الموجودة في التعليم التقليدي
3. معالجة النقص وتصحيح الاخطاء التي تقع به أو احدثته مؤسسات التعلم التقليدية
4. توفير التعاون العلمي والبحثي بين مؤسسات التعليم العالي.
5. تقديم الخدمات التعليمية لمن فاتهم فرص التعليم في كافة مراحل التعليم .
6. إيجاد الظروف التعليمية الملائمة والتي تناسب حاجات الدارسين للاستمرار في التعليم . تقديم البرامج الثقافية لكافة المواطنين وتوعيتهم وتزويدهم بالمعرفة .
7. الإسهام في تعليم المرأة وتشجيعها على ذلـك .
8. مسايرة التطورات المعرفية والتكنولوجية المستمرة .
9. الإسهام في محو الأمية وتعليم الكبار ، وذلك دون الحاجة للانتظام في صفـوف دراسية .
مميزات التعليم عن بعد:
1. طريقة جديدة تعتمد على اساليب مغايرة للتي يستخدمها التعليم التقليدي.
2. يعتمد على اكثر من وسيلة في نقل المعلومات.
3. يبدي مرونة في القبول والتعلم.
4. يعتبر التعليم عن بعد اقل تكلفة من التعليم التقليدي.
5. يهيىء التعليم عن بعد قبول الأعداد الكبيرة من الملتحقين من الطلاب بغض النظر عن العمر أو معدل الدرجات التي حصل عليها أو مكان الشهادة التي منحت له ومستواها .
6. النشاط التعليمي لايقل بسبب زيادة أعداد الملتحقين في الدراسة.
7. يهيئ التعليم عن بعد نظام الإتصال المزدوج بين الطالب والمؤسسة التعليمية من خلال الأساتذة والمرشدين .
8. تهيئ التقنيات الحديثة من خلال التعليم عن بعد نمو التعليم الذاتي المستقل لتلائم حاجات الفرد ومتطلباته بحيث يسير المتعلم في نشاطه التعليمي وفقا لإمكاناته وقدراته العقلية وحسب ظروفه العائلية أو الوظيفية أو غيرها .
9. يهيئ الفرصة لمعظم أفراد المجتمع للإستفادة من مشاهدة البرامج التعليمية وسماعها
10. الإعداد المكثف للدروس الذى يتطلبه التعليم من بعد يحسن من المستوى العام للتدريس.
11. يصل إلى جمهور عريض من الطلاب.
12. يسد احتياجات الطلاب الذين ليس فى إمكانهم حضور الدروس فى أماكنها .
13. يتيح الفرصة لاستضافة محاضرين من خارج المؤسسة التعليمية والاستفادة من خبراتهم .
14. يربط الطلاب من الخلفيات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المختلفة, ويتيح فرصة تبادل الخبرات.
15. يصل إلى الأشخاص الأقل حظاً سواء من حيث ضيق الوقت أو المسافة أو الإعاقة الجسدية .
خصائص التعليم عن بعد
يتميز هذا النوع من التعليم بخصائص تحدد ملامحه وتميزه عن التعليم التقليدي السائد في مدارسنا وجامعاتنا ومن أهم تلك الخصائص ما يلي :
1. التباعد بين المعلم والطالب بالمقارنة بنظم التعليم التلقيدية
2. تضع المدرسة أو الجامعة التي تطبق نظام التعليم عن بعد اهدافا محددة لطريقة التدريس للطلاب ، وهنا يختلف التعليم عن بعد عن التعليم الذاتي الذي يستطيع الطالب من خلاله أن يحصل على المعلومات والحقائق دون تدخل من المعلم أو المدرسة أو الجامعة .
3. إمكانية دراسة اى موضوع فى التعليم عن بعدوكذلك تنمية المهارات العملية والقيم الاتجاهات .
4. تنوع الجمهور الذى يتلقى التعليم عن بعد .
5. اشراك الطالب بشكل ايجابى فى مختلف مراحل التعليمية فهو فى ظل نظام التعليم عن بعد يعد مسئول عن تعلمه والسير فيه حسب تقدمه
6. امكانية وجود اتصال ذى اتجاهين من المعلم والطالب .
7. تجاوز مشكلة الزمان والمكان .
8. الحرية الكاملة للطالب فى ان يدرس ما يحب أو ما يلزمه وداسته دون التقيد بانظمة التعليم التقليدية .
9. التركيز على عملية التعلم الذاتى حيث المتعلم هو محور العملية التعليمية وبالتالى تكون عملية التعلم تبعا لقدرات المتعلم .


دور المعلم فى عصر التعليم عن بعد
يتطلب التعليم من بعد من المعلم ان يلعب ادوار تختلف عن الدور التقليدي المحصور في كونه محددا للمادة الدراسية ، شارحا لمعلومات الكتاب المدرسي منتقيا للوسائل التعليمية ، متخذا للقرارات التربوية وواضعا للاختبارات التقويمية ، فاصبح دوره يرتكز على تخطيط العملية التعليمية وتصميمها واعدادها، علاوة على كونه مشرفا ومديرا وموجها ومرشدا ومقيما لهاوموجهاً، وتكنولوجياً، ومصمماً، ومديراً، ومبسطاً للمحتوى وللعمليات , كما يلعب باهمية دور المقيم لها لمعرفة مدى استجابة المتعلم وايجابيته وذلك عن طريق التغذية الراجعة .
فالمعلم في هذه الطريقة يحاول مساعدة الطلاب في الاعتماد على أنفسهم، و ليكونوا نشطين مبتكرين، وصانعي مناقشات، ومتعلمين ذاتيين، بدلاً من اكتفائهم باستقبال المعلومات، المتمركزة حول المتعلم .